البطل الصغير

 نشرت سنة 1848

كنت في بعض الأحيان أعتزل المجتمع بتأثير حزن مبرح يتملكني على حين فجأة , محاولا بذلك أن أسترد أنفاسي وأن أتذكر شيئا لا أدري ما هو , شيئا أكون قد ظننت أنني فهمته ثم إذا بي أنساه فجأة , ولكنه لا غنى عنه لحياتي ووجودي .

----------------------------------------------------------------------------------

لقد كنت عاشقا...لكم أن تقولوا ان هذا مستحيل , ولكنني أسألكم عندئذ لماذا اذن كان هناك وجه وحيد بين جميع الوجوه التي تحيط بي يلفت انتباهي , ولماذا كنت و أنا الصبي الذي لا يسعى كثيرا الى صحبة النساء أتابع ذلك الوجه ببصري دون انقطاع , اتابعه وحده دون سواه ؟

--------------------------------------------------------------------------------

...إنه قبل كل شيء رجل أوروبي , رجل عصري , محشو الرأس بأفكار جديدة يباهي بها ويدل بها على الناس .... وكان يقال عنه أنه رجل "ذكي" , فبهذه الصفة إنما يوصف في بعض الأوساط نوع من البشر يسمنون على حساب الآخرين ولا يقومون بعمل البتة بل يقضون أوقاتهم في فراغ ولهو ويملكون في مكان القلب قطعة من شحم . ان هؤلاء الناس يؤكدون أن مصائب معقدة غاية التعقيد قد "أضنت عبقريتهم" , وهم يبذلون هذه الجملة المنتفخة التي أصبحت من طول الاستعمال ومن فرط ما يعمد اليها أصحابنا السمان هؤلاء تظاهرا بنبل العواطف , يبذلونها لكل قادم جديد كأنها "كلمة سر" . ولأن هؤلاء السخفاء لايجدون عملا يقومون به ولا يبحثون من جهة أخرى عن عمل يقومون به , فهم يريدون أن يوهموا الناس بأن قلوبهم تنطوي على أشياء عميقة جدا "والحق أن أمهر الجراحين وأبرعهم ما كان لهم أن يعرفوا هذه الأشياء العميقة على وجه الدقة".

-------------------------------------------------------------------------------

انهم لا يملكون الوسائل الضرورية لإمتحان ضميرهم امتحانا صادقا كريما , ولنقد انفسهم بأنفسهم نقدا نزيها نبيلا . ان جلودهم اسمك و أغلظ من أن تتقبل مثل هذا الامتحان أو مثل هذا النقد . ان شخصيتهم الفذة وذاتهم المتفوقة هما في نظرهم أشبه باله العمونيين "مولوك" أو اله الفينيقيين "جعل". فما وجدت الطبيعة العظيمة ولا وجد الكون كله الا ليكون مرآة خلقت ليستطيع الاله الصغير أن يرى نفسه فيها فيعجب بها . وهذا يمنعهم من أن يروا كل ما ليس عداهم , وذلك هو السبب في انهم يرون جميع الأشياء من جانبها الكريه البغيض...

------------------------------------------------------------------------------

كانت نفسي تهتز بشعور واضح ونبوءة بينة , وترتعش في انتظار خائف فرح معا وتنبض نبض جريح ...وانبجست من عيني دموع تفيض عذوبة . ودفنت وجهي في يدي واستسلمت بلا مقاومة لأول اكتشاف من الهام قلبي , واستسلمت للتنبؤ الغامض بطبيعتي ...استسلمت لذلك كله وأنا أرتعش ارتعاش قشة في مهب الريح ... لقد انتهت طفولتي الاولى في تلك اللحظة .


تعليقات

  1. Casino in Oregon - Dr.MCD
    What 파주 출장마사지 is the nearest casino to Portland? 동두천 출장안마 - A map showing casinos and 양주 출장마사지 other gambling facilities located near you. - In addition to the following 경기도 출장샵 hotels Address: 777 Casino 보령 출장마사지 Drive, Pinal R‎, OR 88890‎Phone: 800-637-7711 or 888-693-1250

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قلب ضعيف